اوائل البرامج

اوائل البرامج (http://f1f1f.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (http://f1f1f.com/vb/f12.html)
-   -   نهج النبى صلى الله عليه و سلم فى حل المشكلات (http://f1f1f.com/vb/t421.html)

سراب 11-11-2007 01:55 AM

نهج النبى صلى الله عليه و سلم فى حل المشكلات
 

نهج النبى صلى الله عليه و سلم فى حل المشكلات

=======================================

صحابي يذوق حلاوة الايمان بصومه شهر رمضان، إلا انه اشتهى زوجته فجامعها وهو

صائم، وهو أمر منهي عنه، فتملكه خوف شديد دعاه الى الرجوع الى النبي صلى الله

عليه وسلم ينشد الخلاص، فماذا كان؟


عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ

جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت، قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم،

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع

ان تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال: لا، قال:

فمكث النبي صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتى النبي صلى الله عليه

وسلم بعرق فيها تمر، قال: أين السائل؟ فقال: أنا، قال: خذها فتصدق به، فقال الرجل:

أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها (يريد الحرتين) اهل بيت افقر من أهل

بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه، ثم قال: اطعمه اهلك”.

يا قومي ان حل مشكلاتنا كلها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإليه عودوا ورب

الكعبة ستفلحوا وستسودوا، أما النص الوارد فتدبرته فوقفت على الآتي:

الخوف من المعصية

أولا: من علامات الايمان خوف المؤمن من شر المعصية، واعتصار قلبه ألما على ما

اقترف، وهذا ما كان من الصحابي رضي الله عنه، فلقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم

قائلا: “يا رسول الله هلكت، قال: مالك، قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم”، وفي رواية

عائشة رضي الله عنها: “أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد قال: ا

حترقت”،


وفي روايات أخرى: “جاء رجل وهو ينتف شعره، ويدق صدره، ويقول: هلك الأبعد”، “يلطم

وجهه”، “يدعو ويله”، “ويحثي على رأسه التراب”، “ان الآخر هلك” يصف نفسه بالأبعد

الغائب الارذل،


هكذا كان السابقون الذين خاطبوا التابعين فيما يتعلق بمستوى التحسس من المعصية

فقال قائلهم: انكم لتأتون أعمالاً هي في أعينكم ادق من الذبابة قال لها هكذا وهكذا، كنا

نعدها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات.


ثانيا: من حسن التصرف التزام الذوق مع الوضوح، وهذا ما فعله الصحابي رضي الله

عنه، فلقد ورى ولم يصرح، إلا أنه افهم النبي صلى الله عليه وسلم مراده، ويتبين ذلك

في قوله: “وقعت على امرأتي وأنا صائم”، فهو وضح بما لا يخدش الذوق وهذا من

علامات الفطنة والخلق.

تعدد الحلول

ثالثا: ان المنهج النبوي في حل المشكلات يعتمد على تربية المخطئ في نفسه أو ماله،

أما النفس فتتأدب، وأما المال فهو من اغلى ما يملك الانسان، فأي تخل عنه مؤلم

مؤدِّب، غير ما في ذلك من تعميم الفائدة،

لهذا بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بكفارة عتق الرقاب، لما في ذلك من بذل المال

وفك رقبة، ثم وجه الى الصوم وفي ذلك تأديب للنفس، ثم ختم ببذل المال لستين

مسكينا ليغني المحتاج ويؤدب المخالف، كما في النص: “فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين؟

قال: لا، قال: فهل تجد اطعام ستين مسكينا؟”.


رابعا: من فنون التعامل مع المشكلات ألا تجعل الحل منحصرا في اتجاه واحد، فالتيسير

يقتضي التعدد، ليجد كلٌّ الحل في دين الله، فمن امكنه التطهر بهذا فله ذلك من لم

يمكنه فله حل ثان ومن لا يمكنه فله حل آخر، وفي هذا بعد نظر واحتواء واستيعاب

ومعايشة وواقعية ومناسبة لكل زمان ومكان.


خامسا: في النص دليل على وجوب اعانة ولي الأمر المسلم على طاعة ربه، حتى

على مستوى توفير الكفارة للمخطئ، كما في قوله: “فقال (يعني النبي صلى الله عليه

وسلم): فهل تجد اطعام ستين مسكينا؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه

وسلم، فبينا نحن على ذلك اتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر، قال: أين

السائل؟ فقال: أنا، قال: خذها فتصدق به”،

فمتى ما شعر المسلم ان ولاة الأمر سيعينونه على الطاعة وإن أخطأ اعانوه على تجاوز

خطئه كان هذا كفيلا بزرع الانتماء والولاء والود والتفاني.

المرجعية العالمة

سادسا: لا بد من وجود مرجعية للفتوى حتى لا يطفو كل من لا شأن له، من الجهلة

والغلاة والمنفرين، وحتى لا ينطلق المجتمع في ظلمات الجهل لعدم وجود مرجعية

عالمة موثوق بها، فالصحابي رضي الله عنه جاء مستفتياً، فعن ابي هريرة رضي الله

عنه ان رجلا وقع بامرأته في رمضان فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم”.


سابعا: كثير من أهل الفتوى يقع في ما يحذرون منه، فتراهم يعنفون السائل وقد يطلقون

عليه احكاما قاسية، غير تقطيب الجبين والصراخ وتمعر الوجه، كل هذا وقد جاءهم

السائل، وفي مجيئه دليل ايمان ورغبة توبة، فهذا أولى ان يستوعب لا ان يعنف،

ثم الأهم البحث عن مخرج للسائل لا كيل التهم، فالرسول القدوة صلى الله عليه وسلم

انصرف الى الحل لا الى العتاب، وتمعن في النص تجد ما اقول: “إذ جاءه رجل فقال: يا

رسول هلكت، قال: مالك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع ان تصوم شهرين

متتابعين؟ قال: لا، فقال: فهل تجد اطعام ستين مسكينا؟ قال: لا، قال: فمكث النبي

صلى الله عليه وسلم، فبينا نحن على ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها

تمر، قال: أين السائل؟ فقال: أنا، قال: خذها فتصدق به، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا

رسول الله، فوالله ما بين لابتيها (يريد الحرتين) أهل بيت افقر من أهل بيتي، فضحك

النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه، ثم قال: اطعمه اهلك”.

ليت أهل الفتوى والدعاة بالرسول صلى الله عليه وسلم فيما اسلفت يقتدون.



ثامنا: جميل جدا التخلق بالذوق السليم، نجد ذلك في قول الراوي الصحابي أبو هريرة

رضي الله عنه: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقوله: عند تفيد

الأدب، فلم يقل مع، كما اشار الى ذلك غير واحد من أهل العلم منهم العلاّمة ابن حجر

العسقلاني صاحب “فتح الباري في شرح صحيح البخاري”.

f1f1f 11-12-2007 12:49 AM

f1f1f

المتيم 04-15-2008 02:34 PM

رد : نهج النبى صلى الله عليه و سلم فى حل المشكلات
 
جزاك الله خير

وبارك الله فيك


المتيم


الساعة الآن 10:05 PM.

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright copy; 2024 vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0